يبكي الإمام فيجهش مصلون ومصليات ويسقطون في إغماءات
القزابري يستقطب 200 ألف مصلي لمسجد الحسن الثاني
حج إلى مسجد الحسن الثاني،عشرات آلاف المصلين، قدر مصدر مسؤول من إدارة المسجد عددهم بنحو 200 ألف، جاؤوا من مدن الدار البيضاء وضواحيها ومن برشيد وسطات والمحمدية، لحضور ختم القرآن ودعائه.
الذي كان خبر هذا الموعد انتشر بين البيضاويين بكل سبل التواصل، عبر الرسائل القصيرة، و"الميسنجر"، والاتصالات الهاتفية المباشرة، فحضروا بكثافة، سواء منهم الذين واضبوا بشكل يومي على أداء صلوات التراويح وراء القزابري، أو من غيرهم، للسماع إلى صوته الرخيم، والتجاوب مع دعائه الأخير.
فقبيل آذان الإفطار، توجه العديد من المصلين إلى ساحة مسجد الحسن الثاني، حيث تناولوا إفطارهم، لضمان حيز يؤدون فيه صلواتهم، لكن أغلبهم غادروا بيوتهم مباشرة بعد الإفطار، ولم يمر وقت وجيز حتى غص شارع الزرقطوني، والزيراوي ومولاي يوسف وبوردو، وشوارع أخرى كبرى وصغيرة، بالمصلين، قادمين إما مشيا على الأقدام، أو باستعمال السيارات الخاصة أو الدراجات النارية والهوائية، يحملون بين أيديهم سجادات ومصاحف قرآنية.
فأعلنت حالة "طوارئ غير مباشرة"، بسبب السماح للسيارات بالوقوف والركن في أوضاع وأماكن لا يسمح بها قانون السير، نظرا لحجم "الحجيج"، الذي أباح المحضور .
وما أن حلت السابعة مساء، حتى امتلأت قاعات الصلاة الداخلية بمسجد الحسن الثاني عن آخرها، كما غصت ساحته الخارجية الكبرى، بالنساء والرجال والأطفال والشيوخ والشباب، لا يتحدثون سوى عن شوقهم لحضور ختم القرآن، وسماع دعاء القزابري بهذه المناسبة.
وتكرر اسم هذا الإمام الشاب المراكشي (32 سنة)، عشرات المرات على أفواه المصلين، وهم يمدحون قراءته الموفقة، ويثنون على صوته الرخيم، ويعبرون عن راحتهم النفسية وهم يصغون إلى أدعيته.
والظاهرة اللافتة للانتباه أن عدد النساء كان يوازي أو حتى أكثر من عدد الرجال، يحملن قارورات مياه معدنية، والمسنات منهن، يتأبطن كراسي محمولة (قابلة للطي)، يستعملنها عندما تتعب أرجلهن من حمل أجسادهن أثناء الصلاة.
وبعد أن أقام القزابري صلاة العشاء والتراويح، اصطف المصلون في خطوط متوازية، وعم أرجاء المسجد صمت مطبق، فلم يكن يسمع به سوى كلمة "آمين"، وأصوات الأمواج التي تتلاطم على جدران المسجد، ومن مسافات بعيدة يسمع صوت صفارات رجال الأمن المتعالية والمتتالية، الذين سهروا على تنظيم حركة السير، التي عرفت حالة استثناء في تلك الليلة.
وأثناء أداء صلاة التراويح، كان يقف القزابري عند العبارات القرآنية المؤثرة، فيسمع بكاؤه عند تكرارها، فيجهش المصلون بالبكاء، وتذرف دموع أغلبهم .
وعند بلوغه آخر سورة من الحزب الستين، ختم القزابري المصحف الكريم بدعاء طويل، دامت مدته ساعة زمن كاملة، استقامت له الظهور، ورفعت أيدي المصلين إلى باريها، ولم يعد يسمع برحاب مسجد الحسن الثاني سوى مناجاة الرب، وطلب الاستغفار، وتعالي أصوات الرجال الباكية من فرط تجاوبهن مع الدعاء .
فبلغ تأثر المصلين بدعاء الختم إلى دخول بعضهم، وأكثرهم نساء، في إغماءات، قدمت لهم بعدها الإسعافات الأولية وحملتهم سيارات إسعاف الوقاية المدنية التي ظلت مرابضة بمسجد الحسن طيلة فترة الصلاة للتدخل عند الحاجة.
ومباشرة بعد آخر ركعة تلت دعاء الختم، بدأ المصلون في مغادرة المسجد، فذهل الجميع بحجم المصلين الذين آواهم الفضاء، وانبهروا بالأمواج البشرية التي تأتي تباعا من كل جنبات المسجد، فلم يعد يرى من بعيد سوى رؤوس بشرية وأجساد تتحرك في مختلف الاتجاهات.
فأثار هذا المنظر الجميع، فحملوا هواتفهم النقالة بين أيديهم، ليوثقوا المشهد الفريد بصور
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
السبت نوفمبر 04, 2006 12:13 am
