[b]
السلام عليكم
"الحلايقية" أحسن من مسلسلات الدوزيم..وأرخص ثمنا.
بقلم : محمد معناوي
أكاد أجزم لو أن القناة الثانية وجهت كاميراتها إلى "الحلقة" بمختلف المناطق المغربية ـ وأدعوها بالمناسبة إلى عاصمة الشاويةـ لأضحكت المشاهدين أو لمرغتهم في الضحك وبتكاليف ضئيلة لا مجال لمقارنتها مع العشرات الملايين التي تغدق بها من جيوب الشعب على مسلسلات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة والتي تضحك بها على المشاهد المغربي .
فبما أن القناة الثانية تريد إضحاك المشاهدين أو الضحك عليهم بأي ثمن و بمسلسلات تافهة لا موضوع فيها ولا رسالة تحملها،فما عليها إلى أن تحمل كاميراتها إلى الأسواق الأسبوعية وتعلن عن لوحات فنية تسميها مثلا " مباشرة مع الحليقية"، ويتفقون معهم في إطار" دفتر تحملات" على أن لا تتضمن مواضيعهم على كلمات ساقطة بذيئة احتراما للمشاهد المغربي، رغم أن قناة عين السبع تفعل ما تشاء في هذا المشاهد وكل من يقول" اللهم إن هذا منكر فليشرب ماء البحر".
أقولها وبتحدي وليس " بتدحي" حسب مسلسل" خالي أحمارة " كما سماه الطفل البريء ابن أحد الزملاء الأعزاء، أن "الحليقية" سيكونون أكثر تألقا وإضحاكا للمشاهدين الأعزاء الذين سيقبلون بشكل موضوعي ذلك لأنها " الحلقة"، وهي في القاموس الاجتماعي والتراث المغربي لها حضورها وتاريخها. وحتى على مستوى التنافسية لا أظن بثاثا أن مول الطاكسي أو " اعمارة"...سيقدران على مجاراة " الحلايقية" .
أنا لا أفهم في الفن كثيرا ولكن كمتفرج مغربي من حقي أن أدلي بدلوي في بئر عفنته المنتوجات الإعلامية الساقطة، لذلك لا أخفي إحساسي بأن القناة الثانية " كتضحك علي أنا واولادي"والأنكى من ذلك أن تلك الإبداعات الفارغة من كل إبداع تنهمر على عيوننا دفعة واحدة، فتصيبنا بقرف كبير مما يدفعنا إلى "الحريك" الآمن إلى قنوات جادة وهي كثيرة والحمد لله.
وددنا أن نعيش تراثنا وهويتنا بين أحضان قنواتنا ، وأن نرى من جديد منتجات فنية تحترم ثقافتنا وخصوصياتنا تبرز لنا أعلام بلدنا الحبيب وتاريخه وعادات مناطقنا الواسعة، وأن تكون الفرجة حاضرة ، وتحمل بين طياتها فنا رسا ليا نبيلا ومواضيع تلامس هموم المواطن المغربي الذي يصارع غلاء المعيشة وفساد السياسة وبيروقراطية الإدارة ...
ولي اليقين أن الإبداعات الجادة ستستقطب أكبر عدد من الجمهور المغربي وتجد صداها من داخل الحقل الفني وبالخصوص النقاد. وقد قدمت في السابق أعمال رائدة لقيت استحسان المشاهدين واحترامهم لمبدعين ومؤلفين وممثلين ساهموا في رسم لوحات فنية تغترف من معين التراث وتصنع الفرجة بجميع ملامحها الجميلة والرائعة دون السقوط في الإسفاف والتفسخ والضحك على الذقون. غيرأنه وكما حكى لي بحسرة وأسى أحد الأصدقاء من أهل الإبداع قائلا " إن المحسوبية والزبونية لن تدع الفن الجاد يتلمس طريقه إلى الجمهور المغربي...وإن تأتى له ذلك فبصعوبة.."
بكلمة إن الفساد أصبح من بين اكبر معاول الهدم لكل إبداع طموح جاد في كل الميادين الحيوية أكانت سياسية أو اقتصادية أو فنية ..ولا نستغرب أن يبقى التخلف ضاربا أطنابه في كل شيء.فبلدنا الحبيب في حاجة إلى فن يرسخ قيم المواطنة و القيم الإنسانية النبيلة ويعالج المعضلات الاجتماعية التي نكتوي بنارها جميعا.اما الضحك " الباسل" فالمستملحات المغربية تستعيض عنه وبامتياز.
م ن ق و ل