السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله , الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا , الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه ,
اللهم صلى على محمد و ءال محمد كما صليت على ابراهيم و ءال ابراهيم
و بارك على محمد و ءال محمد كما باركت على ابراهيم و ءال ابراهيم
إنك حميد مجيد ,,, اما بعد ,
هذا كتابة موضوع عن الاحاديث الصحيحة و الضعيفة و بيان اثرها و اهميتها و كيفية معرفة هذا من ذاك .
اولا : ما اهمية ان نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ؟؟
ان الاسلام كله يقوم على اساسين ثابتين لا يمكن الاستغناء باحدهما عن الاخر , هذان الاصلان هما كتاب الله تعالى و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم , و عليهما تبني احكام الشريعة , و منهما ناخذ عقيدتنا التي نرجو بها الفوز في الدنيا و الاخرة , لذا فإن من الضروري على من اراد تعلم الدين او تعليمه ان يميز الحديث الصحيح من الضعيف .
ثانيا : ما هو الحديث الصحيح و ما هو الحديث الضعيف اصلا ؟؟؟
الحديث الصحيح هو الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي نأخذ منه أحكامنا و شريعتنا , اما الحديث الضعيف فهو لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم لذلك لا يصلح ان يكون مصدرا لديننا .
و في علم الحديث يعرف الحديث الصحيح على انه : ( ما رواه العدل تام الضبط عن مثله بسند متصل غير معل و لا شاذ ) , و هذا تعريف عظيم لمن اراد دراسة علم الحديث و يشتمل على فوائد عظيمة , لكن لا مجال للتوسع فيها الان
.
ثالثا : هل يوجد ما يضمن أن السنة المطهرة محفوظة من العبث و التبديل ؟
نعم , فان الله تعالى يقول : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) , قال اهل العلم : و حفظ القرءان يستلزم حفظ ما يفسره و هو السنة , و النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه , ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ) , فمن اراد ان يستغني بالقرءان عن السنة فهو ضال مبتدع حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم , و ذلك من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه و سلم حين اخبر ان امثال هذا الرجل سيجيء , و قد جائت كما اخبر الحبيب صلى الله عليه و سلم طائفة ضالة بالفعل سموا انفسهم القرءانيين و قالوا ذلك و أنكروا السنة و ما زال منهم موجودا حتى الان .
رابعا : ما خطورة نقل الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بغير علم ؟؟ و هل من الضروري قبل أن انشر حديثا ان اتاكد من صحته ؟؟
نجد اجابة هذا السؤال في هذه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم .
قال صلى الله عليه و سلم : (إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فليقل حقا أو صدقا ومن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )
و قال عليه الصلاة و السلام : ( من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
و قال صلى الله عليه و سلم : (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين . )
خامسا : كيف نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ؟
قيض الله تعالى لهذا العلم علماء افذاذ و قضوا حياتهم في دراسة حديث النبي صلى الله عليه و سلم , ووضعوا ضوابط شديدة لمعرفة الحديث الصحيح من الضعيف , و من هنا نشأ علم يسمى علم الرجال الذي يبحث في رواة الحديث و يبحث احوالهم من حيث الصدق و الكذب و العدالة و الفسق , فلا يؤخذ الحديث الا من الثقة العدل .
سادسا : كيف نعرف نحن - غير العلماء - الحديث الصحيح من الضعيف ؟
هناك مصنفات حديثية التزمت الاحاديث الصحيحة فقط , فهذه يؤخذ منها الحديث مباشرة و اشهرها : البخاري و مسلم , و هما اصح كتابين بعد كتاب الله تعالى .
و هناك مصنفات فيها الصحيح و الضعيف , مثل كتب السنن : ( النسائي و الترمذي و ابي داوود و ابن ماجه و الدارمي ) , و مسند الامام احمد ( و هذا اغلب ما فيه صحيح او يقترب من الصحيح ) , و غيرها .
فعندما تنقل حديثا من المصنفات الصحيحة ( البخاري و مسلم ) فعليك فقط ان تتاكد ان الحديث موجود بالفعل في البخاري او مسلم , و ذلك تعلم صحته .
و عندما تنقل حديثا عن غيرهما - و انت لست عالما باحوال الرواة و المحدثين - فعليك الرجوع الى بعض العلماء المحققين الذين يحققون الاحاديث و يفصلون الصحيح من الضعيف , و من هؤلاء العلماء :
الامامان الذهبي وا بن القيم رحمهما الله و غيرهما .
و من ائمة عصرنا هذا الشيخ العلامة الامام ناصر الدين الالباني غفر الله له و رحمه و نفع بعلمه و عمله , و الشيخ احمد شاكر رحمه الله .
و الشيخ الالباني قد صنف اربعة مصنفات عظيمة جمع فيها اكثر الاحاديث الصحيحة و الضعيفة و حكم على كل منها بدرجته من الصحة و الضعف , و هذه المصنفات هي :
- صحيح الجامع الصغير
- ضعيف الجامع الصغير
- السلسلة الصحيحة
- السلسلة الضعيفة
بالاضافة الى تحقيقه عدد من كتب السنة مثل سنن ابي داوود و ابن ماجه و النسائي .
سابعا : كيف نعرف بطريقة سريعة و مباشرة الحديث الصحيح من الضعيف ؟
الحمد لله الذي انعم علينا بنعم وفيرة كثيرة , ان العالم فيما مضى كان يسافر شهرا على دابته للحصول على حديث واحد , اما اليوم فنحن يمكننا استعراض مئات الاحاديث و معرفة تخريجها و درجتها و نحن في بيوتنا .
هناك الكثير من المواقع على الشبكة التي اهتمت بهذا الامر , و حوت مكتبات الكترونية تشمل الكثير من الموسوعات الحديثية , بالضافة الى اسطوانات الموسوعات الحديثية التي تنتجها شركات البرامج الاسلامية , و هناك اخيرا برامج موجودة على الشبكة يمكن تحميلها و الاستفادة منها .
و هنا انصح من يريد ان ينقل حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم خاصة اذا كان معلما ان يبحث عن الحديث في اكثر من مصدر من هذه المصادر التي ذكرناها حتى لا يدع مجالا للشك , فيمكنه مثلا البحث في اسطوانة و موقع , او موقع و برنامج , و هكذا .. فان اتفق المصدران فحسن , و ان اختلفا يرجع الى مصدر ثالث و رابع , و الامر لا يكلف بضع ثوان , و لكن لتضمن انك تعرف الان تحقيق الحديث الذي بين يديك , و هل حدث به النبي صلى الله عليه و سلم حقا ام لا .
و الحمد لله رب العالمين .
الموضوع منقول من أحد المنتديات لفائدته , وتم التأكد من صحة ما ورد فيه , وإن شاء الله تعالى سوف أعرض لكم بقيته قريبا .