السلام عليكم
اعتقلت الشرطة الاسبانية 50 شخصا بتهمة استغلال الهجرة السرية لتحقيق أرباح عبر بيع عقود عمل وهمية ومن ضمنهم 37 من رجال الأعمال الصغار وسقط ضحية هذا الاستغلال أكثر من 500 مغربي، ويأتي هذا الحادث ليؤكد أن استغلال الهجرة السرية أصبح إجراما منظما بإحكام وتتعدد مظاهره.
وجرت عمليات الاعتقال يوم الجمعة الماضية في اقليمي أليكانتي وكوينكا المعروفين بالنشاط الزراعي وتواجد يد عاملة أجنبية مرتفعة، وشملت الاعتقالات التي نفذتها وحدة تابعة لشرطة الأجانب 50 شخصا، 37 من رجال الأعمال و13 من الوسطاء. والمعتقلون وخاصة من رجال الأعمال لا تجمعهم وحدة تنظيمية بقدر ما كان الوسطاء من مختصين في المحاسبات وقانون الأجانب هم الذين كانوا يتولون عمليات التنسيق.
ويتجلي نشاط هذه العصابة في منح عقود عمل مزيفة الي المهاجرين لتسوية وضعيتهم القانونية مقابل تأدية مبالغ مالية تصل الي تسعة آلاف يورو للعقد الواحد. ووقع ضحية هذه العصابة أكثر من 500 مهاجر الغالبية العظمة منهم يحملون الجنسية المغربية، وحققت هذه العصابة أرباحا كبيرة في ظرف وجيز، حيث جنت ما يفوق أربعة ملايين يورو ونصف مليون يورو، ويعتقد المحققون أن لائحة الضحايا مرتفعة، وبالتالي يجب انتظار نتائج التحقيق المستمر.
ويذكر أنه أمام صعوبة الحصول علي عقد عمل وهو ضروري لتسوية الوضعية القانونية في هذا البلد الأوروبي، يقوم المهاجرون بالبحث عن عقود عمل ولو مزيفة وبالتالي يكونوا ضحية العصابات التي تمتهن هذا النشاط. وتختار العصابات بذكاء المناطق التي تنشط فيها، فعلاوة علي المدن الكبري، تركز علي الأرياف، حيث تتواجد يد عاملة أجنبية كبيرة وسهل الايقاع بها.
وفي الغالب يكون المغاربة هم الضحايا، والسبب وفق الآراء والواقع المعاش لأنهم الأكثر تهميشا وحرمانا من تسوية الوضعية مقارنة مع باقي الجنسيات ولاسيما من أمريكا اللاتينية، وبالتالي يلجأون الي مختلف الطرق وإن كانت غير قانونية أحيانا للحصول علي بطاقة الاقامة، لكن في غالب الأحيان يشترون عقود العمل معتقدين بصحة وجود الشركات التي منحتهم العقد.
وفي الحالة التي اعتقل فيها 50 شخصا، كان المغاربة ضحايا العصابة هم أول من ندد باستغلالهم من طرف العصابة، وقدموا شكوي الي الشرطة عبر نقابة الاتحاد العام للعمال، أحد مسؤولي هذه النقابة وهو كارلوس بيدروسا أكد أن التحقيق لا يجب أن يمتد الي العمال المهاجرين المغاربة لأنهم كانوا ضحايا وأول من بادر بفضح هذه العصابة، وبالتالي يجب أن يقتصر علي الجناة لأن قانون الأجانب يحمي الضحايا في مثل هذه الحالات .
في غضون ذلك، اعتقالات من هذا النوع وتفكيك لعصابات مشابهة أصبح عاديا في اسبانيا ومجموعة من الدول الأوروبية ويكشف أن ظاهرة استغلال المهاجرين السريين أصبحت تدخل ضمن خانة الاجرام المنظم التي تخلف الكثير من الأرباح، والسبب قوانين الهجــرة التي فرضت الكثير من الحواجز لتفسح المجال أمام نشاط العصابات.
القدس العربي ـ حسين مجدوبي
م ن ق و ل [b]