ابو الزبير مشرف المنتدى الاسلامي
عدد الرسائل : 430 تاريخ التسجيل : 31/10/2006
| موضوع: مغاربة يبيعون أمتعتهم لشراء خروف العيد الثلاثاء ديسمبر 26, 2006 7:44 am | |
| مغاربة يبيعون أمتعتهم لشراء خروف العيد تلجأ العديد من الأسر، مع اقتراب عيد الأضحى، إلى بيع أثاثها المنزلي وبعض الأغراض الشخصية لتدبير مبالغ مالية تمكن رب الأسرة من جر خروف أمام عيون الجيران إلى البيت.
وفي جولة لـ "المغربية"، نهاية الأسبوع الجاري، بـ »قريعة درب السلطان«، في الدار البيضاء، صادفت رب أسرة، متصلبا إلى جانب سمسار، يساعده على بيع جهاز تلفاز من نوع"سوني 21 بوصة"، بمبلغ 700 درهم، مقابل عمولة.
وما إن بادرناه بالسؤال حتى أسر لنا، بحسرة كبيرة، بأنه اضطر إلى بيع التلفاز لتدبر مبلغ يساعده على شراء أضحية العيد، لكي لا يحرج زوجته التي لم يمر على اقترانه بها سوى سنة ونصف.
كما أنه استحضر الحالة التي سيكون عليها ولداه، في حالة معرفتهما بعدم قدرته على شراء الأضحية، مشيرا إلى أنهما لن يقدرا على تحمل نظرات الجيران، وتصدق أفراد العائلة عليهم بكيلوغرامات من الشحوم، وقليل من قطع اللحم.
وبنظرات منكسرة ونبرة حزينة، كان يعبر عن قمة حزنه لبلوغه هذه الأزمة المالية الخانقة، التي جعلته يتخلى عن مكون أساسي من مكونات تجهيز بيته، معلنا سخطه عن قوانين التشغيل، وقهره من طرف النظام الاقتصادي، الذي جعله في أسفل الهرم الاجتماعي، لا يحميه في وجه الأزمات، ولايضمن له كامل كرامته، بقدوم أبسط مناسبة أو عيد ديني.
كانت الكلمات تتلعثم في فمه، وينخفض صوته إلى مستويات دنيا، كلما أراد التأكيد على أن عائدات عمله من المساعدة على حمل أثقال الصناديق المملوءة بالخضر والفواكه، في »مارشي كريو«، لا تمكنه من التوفير على المستوى المتوسط أو البعيد، في مقابل قدرته بالكاد على تغطية نفقات اليوم.
وفي السوق ذاته، استرعى انتباهنا سيدة تعرض للبيع "تلامط موبرة" بنية، على صاحب محل لبيع الأثاث المستعمل، وهي أغطية لأسرة غرفة استقبال ضيوفها .
وبمجرد ما سألناها عن ثمن البيع، تحمست وبادرت قبل أن تفصح عن المبلغ المالي، بفتح الأغطية أمام أعيننا، وهي تؤكد سلامتها من أي تمزق، وخلوها من أي بقعة بيضاء ناتجة عن استعمال ماء جافيل.
وهمست إلينا بأن الثمن مناسب جدا، يقل عن القيمة الفعلية للأغطية، لتقول "غير تزيرت آبنتي مع العيد، أو راكي عارفة مع الوليدات أو الزمان قاسي، أو راجل خدام غير صباغ مرا يخدم أو مرا لا، أو ما قدرتش نخلي الصبيان شمتة قدام العديان"، لتعلن أن الثمن هو 800 درهم.
وكشفت الجولة الميدانية، التي قامت بها »المغربية« بين أحزمة الفقر، مدى عجز الإنسان أمام حيوان، كبشا كان أو عنزة، لأسباب اقتصادية، لا تتعرى حقيقتها المرة في مجتمعنا، إلا خلال هذه المناسبة الدينية من كل سنة، إذ "يهزم"الخروف المشتري، ويحرجه عندما يتوصل إلى أن قيمة شرائه، لا تقل في كثير من الأحيان عن قيمة الحد الأدنى لأجر مشتريه، ما دفع بعدد من الإنتاجات الفنية الدارمية إلى رسم صورة كاريكاتورية مؤلمة، يدور محورها الأساسي حول استهزاء الخروف بمشتريه، من خلال غثائه"باع باع"، في إشارة منه إلى أن صاحبه الجديد باع ما لديه من أشياء وممتلكات في سبيل نحره يوم العيد.
واللافت للنظر، أنه رغم عجز الشخص عن شراء الأضحية، فإنه يتشبث بها، ويبذل من أجلها جهودا، تدخل في إطار التكلف على النفس، إلى حد التخلي عن أشياء أو أجهزة يعتبر توفرها في البيت طيلة أيام السنة، أمرا أساسيا، أو الدخول في دوامة القروض البنكية، وكأن في ذلك محاولة للقفز على العجز خلال هذه المناسبة، والهروب من لعنة البؤس وحدة الفقر، إلى الانتشاء لفترة قصيرة بامتلاء مجمد الثلاجة بأكياس اللحوم، متعددة الأحجام.
ويأتي هذا التشبث بشراء الخروف، من أن التخلف عن ذبح الأضحية لدى أغلب المغاربة، وغياب قطع من لحم"الغنمي" بالبيت خلال مناسبة العيد، شيء لا يقبله العقل، ويدعو إلى الشفقة لحد الإحراج، وفي حالات أخرى فرصة للنيل من الكرامة، ما يدفع بالفقير إلى صون ماء وجهه أمام الجيران وأفراد العائلة، بشراء كبش بقرون ملتوية وجسد ممتلئ.
المغربية | |
|
abdo عضو ناري
عدد الرسائل : 479 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 15/10/2006
| موضوع: رد: مغاربة يبيعون أمتعتهم لشراء خروف العيد الثلاثاء ديسمبر 26, 2006 8:22 am | |
| لا حولل و لا قوة الا با الله | |
|